Latest Articles

نبذة عن نشأة الترجمة عند العرب وفضلهم فيها

نبذة عن نشأة الترجمة عند العرب وفضلهم فيها

دائما ما يدور النقاش حول بدء العرب في الاهتمام باللغات الأخرى وتعلمها، وترجمة معارف الشعوب الأخرى، حيث غالبا ما يذهب البعض إلى أنها أي الترجمة بدأت في العصر الأموي وازدهرت في العباسي.

لكن المتتبع للسيرة النبوية الشريفة، يجد أن البدايات الأولى للترجمة بدأت في صدر الإسلام زمن الرسول محمد (ص)، وهذا مؤرخ في صحيح البخاري حيث تعلم شاعر الرسول (ص) زيد بن ثابت اللغة العبرية وساعد الرسول في مخاطبة اليهود وترجمة أقوالهم، لأنه كان لا يأمنهم على كتابه، وقد كان ترجمانه بالفارسية والقبطية والحبشية أيضا.

وهنا يتبين أن الترجمة بمفهومها الأولي حينها كانت موجودة، بل كانت ضرورة من أجل التفاهم والتواصل، وإن اتخذت المنحى “الدبلوماسي” لتبليغ الإسلام لزعماء الإمبراطوريات والممالك حينها.

وأقدم بردة في الإسلام تعود إلى عام 22 هجري، وعليها نص باسم عمرو بن العاص، وبه ثلاثة أسطر باليونانية والترجمة بالعربية تحتها، وبالتالي الترجمة ظهرت في صدر الإسلام، وإن ازدهرت وتطورت في العصور اللاحقة.

وبعد وفاة الرسول (ص) ظهرت حاجة العرب إلى العلوم والمعارف، فالإسلام خلق مجتمعا جديدا له عقليته ونمط تفكيره الحياتي الذي نقل عرب الجزيرة من حياة البداوة الساذجة إلى مستوى مدني جديد ومتسع، وهذه النقلة تتطلب منهم التوجه نحو آفاق ومصادر حضارية متقدمة.

حيث كان العرب قبل الإسلام يعانون النقص في مختلف الحقول العلمية والطبية وغيرها من مجالات الفلسفة والرياضيات، ثم بعد عصر الفتوحات والذي بدأ فعليا وتوسع بشكل كبير في العصر الأموي، ظهرت حاجة العرب مدفوعين بنقاء الإسلام وصفاءه عند المسلمين الأوائل إلى تحقيق خطوات نحو المعارف المختلفة، فوجدوا ضالتهم ومفتاح ذلك في ترجمة مختلف العلوم إلى العربية، وخاصة علوم اليونان.

وكذلك، بعد الفتوحات انتشرت اللغة العربية في جميع البلدان الإسلامية، كونها لغة النظام السياسي الرسمي للدولة، وأيضا ظهرت حاجة العرب إلى تعلم لغة الشعوب الأخرى التي وصلها الفتح الإسلامي، من أجل تعليمهم أصول الإسلام وشرح القرآن الكريم ومختلف الجوانب العقائدية والفقهية لتلك الشعوب.

فضلا عن دور التجار الذين وصلوا الهند والصين وغيرها من الأقاليم، حيث ظهرت الحاجة إلى الوسيط (المترجم) لتحسين التواصل بين المتحدثين، وكذلك انتشارها في بلاد فارس (إيران) لأغراض إدارية رسمية بعد الفتح الإسلامي.

وكل ما سبق يبقى مندرجا ضمن خانة الحاجة إلى الترجمة، سواء لنشر الدين الإسلامي أو لأمور إدارية متعلقة بالنظام السياسي للدولة، أو ضرورة التواصل مع الشعوب الأخرى المنضمة حديثا للدولة الإسلامية.

لكن مع بداية العصر الأموي بدأت الترجمة تأخذ طابعا علميا منهجيا، وتبدأ معه تظهر هذه الحركة وفضل العرب فيها.

حيث اتفق المؤرخون العرب والأجانب على أن الأمير خالد بن يزيد هو أول من أمر بنقل المصنفات الإغريقية والسريانية إلى اللغة العربية، وأهمها في مجالات الطب والفلك والكمياء، كما أن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز يعتبر أول خلفاء بني أمية الذي أبدى اهتماما بالترجمة، حيث كلف الطبيب اليهودي البَصْري ماسرجويه بعدة ترجمات طبية من السريانية إلى العربية.

بينما نالت الترجمة في العصر العباسي الاهتمام الأعظم سيما عند الخليفة المأمون الذي تأسست في عهده مدرسة علمية مرموقة عرفت باسم بيت الحكمة، والتي كان مقرها بغداد واهتمت بالأبحاث العلمية المتميزة، وكذا الترجمة والتأليف في مختلف المجالات والميادين.

يمكن اعتبار عامل ‘التخصص في الترجمة’ من العوامل المؤثرة في تطور ميدان الترجمة في تلك المرحلة، فقد كان المترجم مطالبا بإتقان اللغة الأصل واللغة المترجم إليها، كما ذكر ذلك الجاحظ في كتابه الحيوان بجزئه الأول.

ومن أشهر المترجمين في العصر العباسي نذكر منهم ثيوفيل بن توما الرهاوي، جورجيس بن جبرائيل، يوحنا بن ماسويه، الحجاج بن يوسف الكوفي، وثابت بن قرة، وحنين بن إسحاق الذي يعد أفضلهم وكبيرهم.

ولقد بلغت الترجمة مكانا عظيما، ولم تقتصر الترجمة على مؤلفات العلماء العرب وحدهم مثل الرازي وابن القاسم وابن سينا وغيرهم إلى اللغة اللاتينية، بل ترجمت أيضا مؤلفات العلماء اليونان إلى اللغة العربية ككتب جالينوس، أبقراط، أفلاطون، أرسطو، أقليدس وغيرهم، فزاد عدد الكتب التي ترجمت إلى اللاتينية خلال القرون 12 و13 و14 عن ثلاثمائة كتاب، والحق كما يقول كلير في كتابة تاريخ الطب، أن القرون الوسطى لم تعرف كتب العالم اليوناني القديم إلا عن طريق اللغة العربية، وبفضل هذه التراجم اطلعت أوروبا على محتويات كتب اليونان التي ضاعت أصولها ككتاب أبولونيوس في المخروطات وشروح جالينوس في الأمراض السارية ورسالة أرسطو في الحجارة، وغيرها.

ولا بد من التأكيد أن دور العرب كبير في الترجمة، ربما لا تتسع هذه السطور للحديث عنه، والتي ربما اختصرت منه اختصارا مخلّا، ولكن خير تعبير عن فضل العرب في الترجمة يتجسد بما قاله المستشرق مسيو ليبري: “إذا محونا العرب من التاريخ لتأخرت نهضة أوروبا في الآداب عدة قرون”.

***************************************************************************************************************

المراجع
مفتاح، مؤنس، الترجمة عند العرب: من عهد الخليفة المأمون إلى مدرسة طليطلة، مقال بحثي، القدس العربي، العدد 7945، بريطانيا، 2013.
عاشور، سعيد، حركة الترجمة ودورها في الحضارة الإسلامية، مقال بحثي، موقع قصة الإسلام، 2014.
منظمة المجتمع العلمي العربي، الترجمة العلمية في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية وأثرها في تطور اللغة العربية، ورقة بحثية، 2016.
مظهر، جلال، مآثر العرب على الحضارة الأوروبية، وكالة الصحافة العربية، ص36.


محمد اللكود

مدير الإعلام


ما هي أنواع الترجمة؟

ما هي أنواع الترجمة؟

تتعدد أنواع الترجمات على حسب التخصصات والطرق التي سيتم إيصال اللغة بها إلى المتلقي ومن أهمها:

 الترجمة النصية

وهي ترجمة النصوص من لغة إلى أخرى ، وتعتمد الترجمة النصية على المراجعة والتدقيق اللغوي للنص المكتوب بأي لغة من خلال متحدثين أصليين ومؤهلين من الناحية اللغوية

لضمان الحصول على أفضل مستوى ممكن للنص المكتوب ، فمهما كان النص تخصصي أو عام سوف تحصل على المراجعة والتدقيق اللازم لتحسين جودة النص المكتوب ليكون بالوضوح والسلاسة والبلاغة التي تعطي طابعاً جمالياً للنص التي يحتاجها التخصص.

الترجمة الفورية

وهي ترجمة حديث بعض الناس بحيث يضع المترجم سماعة يستمع من خلالها للمتحدث وفي نفس الوقت يترجم إلى اللغة الأخرى وتعد من أهم أنواع الترجمة وأصعبها، فهي مخصصة بشكل أكبر للمؤتمرات الدولية الرسمية، ولكبرى الشركات التجارية المساهمة حول العالم، إذ تستخدم في الإجتماعات التي تعقد لأكثر من طرف يتحدثون بلغات مختلفة، لتقوم الترجمة الفورية بترجمة مداخلات الأطراف إلى لغة واحدة هي اللغة الرسمية للمؤتمر، ليستطيع كافة الأطراف المشاركة وفهم المداخلات بشكل فوري، لذا لابد من أن يكون المترجم سريع البديهة ومتمكن من اللغة بشكل احترافي وتندرج تحت الترجمة الفورية ما يصطلح عليها بالترجمة الهمسية حيث يهمس المترجم في إذن المتلقي الترجمة مباشرة للحوار القائم  ،

الترجمة التتبعية

وهي عملية يقوم بها المترجم بنقل النص مسموع من لغة المصدر إلى نص مسموع بلغة أخرى بصوت المترجم . وغالباً ما يتوقف المتحدث عن الكلام لبرهة؛ ليتيح للمترجم فرصة نقل الكلام إلى اللغة الأخرى . ومن خلال هذه الطريقة اتصف هذا النوع من الترجمة بالتتبعية.

وعادة يستخدم هذا النوع من الترجمة في اللقاءات الرسمية، والعلمية، والمؤتمرات، والندوات، والمقابلات، والزيارات الميدانية، وحفلات الترحيب، وغيرها من اللقاءات المباشرة التي تستدعي نقل النص المسموع من لغة إلى أخرى.

ترجمة الأوراق الثبوتية

الترجمة القانونية لدولة ما أو بمعنى آخر ترجمة الوثائق الرسمية الخاصة، مثل جواز السفر والهوية الخاصة بدولة ما أو الشهادات العلمية أو دفتر العائلة وغيرها من أوراق الثبوتية، تحتاج هذه الخدمات إلى شركة قوية في مجال الترجمة تستطيع الترجمة من وإلى عدة لغات، وفريق مؤلف من مترجمين محترفين، يخضعون لإختبارات معينة ليتمكنوا من أخذ دور الترجمان المحلف وترجمة أوراق قانونية يستطيعون تقديمها في معاملات رسمية في دوائر الدولة، بعد ترجمة الأوراق مع مراعاة الحافظ على الصيغة الدقيقة للمستند المصدر، ويجب أن تترجمة كل كلمة بشكل حرفي لأن الشركة مسؤولة عن الترجمة التي تجريها على الوثائق والمستندات.



لماذا يجب أن تختار شركة ترجمة وألا تعتمد على مواقع الترجمة الآلية ؟

لماذا يجب أن تختار شركة ترجمة وألا تعتمد على مواقع الترجمة الآلية ؟

تصور أنك تستمع إلى أغنيتك المفضلة لكنك لا تستطيع فهم معناها، فتحاول البحث عن ترجمة لتلك الكلمات لتتفاجأ بأن الكلمات غير دقيقة والجمل غير مترابطة، فهل ستشعر بالاستمتاع وأنت لا تستطيع فهم معنى الأغنية؟

تٌعرف الترجمة على أنها نقل للكلام من لغته الأصلية إلى لغة أخرى، مع الالتزام بنقل الكلمات بطريقة صحيحة لتتشابه مع المعنى الأصلي للنص، وتناسب السياق التي جاءت فيه بدون أن تحدث خللاً في ترابط الجمل أو المعنى العام

فبعض الأمثال لا يمكن ترجمتها بشكل حرفي، لأنها لن تناسب اللغة التي ترجمت إليها، وهنا يأتي دور المترجم ليتلاعب بالمفردات سعياً للوصول إلى المعنى الصحيح لفهم الجملة، وبهذا يبتعد عن الترجمة الحرفية للكلمات.

ولا تنحصر أهمية مراعاة الترجمة فقط بالأمور الشعورية والأغاني والقصائد والأمثلة، بل حتى في الأمور القانونية والأمور الاجتماعية وحتى التسويقية

فمثلاً قد يؤدي استخدام ترجمة حرفية في الإعلانات ومواد التسويق إلى جعل المحتوى يبدو جامدًا أو غريباً لأن بعض جمله تنحصر في ثقافة معينة لم يستطع المترجم تقريبها إلى ثقافة اللغة الأخرى، لذلك من الضروري فهم الفروق الثقافية للجمهور المستهدف، وإلا فأنت تخاطر بفقدان العملاء المحتملين.

وتتجلى الفروقات في الترجمة بتجربة اجتماعية يمكنك القيام بها عبر توزيع نص على مجموعة من الناس ثم تطلب منهم ترجمة النص إلى لغة ثانية، وهنا ستلاحظ أن الترجمات لن تكون متشابهة بشكل كامل، مما يعني أن الترجمة لها جانب كبير يعتمد على خبرة ومهارات المترجم ليعمل على توصيل النص بأفضل شكل ممكن إلى لغة أخرى، فالترجمة عمل إبداعي ولا يعتمد على القوالب الجامدة الصلبة. ولا يعني اختلاف الترجمة هنا، أن هناك ترجمة واحدة من بين هذه الترجمات صحيحة، والبقية خاطئة، ولكن عند الحكم على ذلك نجد أن هناك ترجمات ضعيفة وأخرى متوسطة وأخرى احترافية.

ولا يعني التفوق البشري في الترجمة على التطبيقات والمواقع أن تتعامل مع أي شركة أو مترجم، فهناك معايير عليك مراعتها في اختيار الشركة الأفضل، منها:

  • تمتع الشركة بكادر من المترجمين المحترفين القادرين على توظيف المفردات بأفضل شكل للوصول إلى نص مفهوم يراعي السياق العام ولا يخرج عنه
  • قدرتها على توصيل الأفكار والمشاعر الموجودة في النص بشكل جيد، عبر التلاعب بالمفردات سعياً لوصول المشاعر والأحاسيس بشكلها الصحيح، وفهم الأمثلة الموجودة في الثقافة الأخرى
  • أن تستطيع صياغة الكلمات بشكل لا يخرج عن أسلوب الكاتب

 

وهنا تأتي أهمية باروترانس، بكادرها المميز والمبدع، لتوصل رسالتها إلى العالم وبكل اللغات، أن الترجمة فن ومهارة وليست عملاً جامداً، فهي تنقل المشاعر والأحاسيس والأفكار من ثقافة إلى ثقافة ومن لغة إلى لغة دون خسارة مذاق أسلوب المؤلف أو المحاضر